س: هل صحيح أن الصلاة كانت مفروضة قبل ليلة الإسراء؟وهل كان الرسول يصليها على هيئتها كما نصليها الآن و بنفس عدد الركعات؟ ومتى فرضت الصلاة بالأوقات والهيئة التي نصليها الآن؟
الإجابة:
أجمع العلماء على أن الصلوات الخمس لم تفرض إلا في هذه الليلة .قال الحافظ ابن كثير رحمه الله : ” فلما كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف ، فرض الله على رسوله صلى الله
عليه وسلم الصلوات الخمس ، وفصل شروطها وأركانها وما يتعلق بها بعد ذلك ،شيئا فشيئا ” انتهى .
“تفسير ابن كثير” (7 / 164)
– ثم نزل جبريل عليه السلام وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أوقات الصلاة :فروى البخاري (522) ومسلم (611) عَنْ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا، فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلَاةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الْأَنْصَارِيُّ
قُمْ فَصَلِّ الْعِشَاءَ . فَقَامَ فَصَلَّاهَا … الحديث ، وفيه : فَقَالَ – يعني جبريل – :
( مَا بَيْنَ هَذَيْنِ وَقْتٌ كُلُّهُ).
وصححه الألباني في “صحيح النسائي” . أن ذلك كان صبيحة الليلة التي فرضت فيها الصلاة .
وفرضت الصلاة في ليلة المعراج حين عرج النبي صلى الله عليه وسلم وذلك قبل الهجرة بنحو ثلاث سنوات، وفرضت الصلاة أول ما فرضت ركعتين، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى
المدينة أقرت صلاة السفر، وزيد في صلاة الفجر، فصارت الظهر أربعاً، والعصر أربعاً،والعشاء أربعاً، وبقيت الفجر على ركعتين لأنه يطول فيها القراءة، وبقيت المغرب على ثلاث لأنها وتر النهار.
والظاهر أنها شرعت على هذا الوجه من قيام وركوع وسجود وقعود، لأن حديث عائشة لم تذكر فيه إلا التغيير في عدد الركعات فقط، فعلم بذلك أن ما سواه لم يتغير.